الخطأ الأكبر
منذ البداية يجب أن تعلمي أن الرجال يشعرون تماما كما تشعر النساء فالاعتقاد أنهم بلا مشاعر أو لا يجيدون التعبير عنها يعد خطأ فادحا من قبل المرأة. هذا الإعتقاد منتشر بصورة كبيرة الى درجة أن هناك من يتعامل معه وكأنه حقيقة راسخة وهو عار تماما عن الصحة.
هذا هو جوابك السريع إن كان هذا كل ما ترغبين به والا فمواصلة القراءة ستكشف لك الحقيقة بطريقة جلية، لعلها تساعدك على فهم الرجل أكثر.
الرجل ككائن مكمل للمرأة طبيعيا يملك مشاعر والا لا فائدة من وجوده في حياتها. هو يملك مشاعر وهي أيضا ملكة المشاعر رغم اختلاف كل منهما في التعبير عن تلك المشاعر.
الإعتقاد بأن الرجل ليس لديه مشاعر أو ليس لديه ما يكفي من المشاعر هذا لا يلغي قدرته على الاستشعار. الرجل يستطيع استشعار المرأة ومشاعرها العميقة لكنه لا يعبر عما يشعر به لها. وهذة هي نقطة الإختلاف والخلاف ايضا.
المرأة عارية أمام الرجل
لا يذهب خيالك بعيدا. المرأة بمشاعرها هي كالعارية تماما. تخيلي أنك تتجولين في البيت وأنتِ تلبسين ملابسك المناسبة للبيت كالجلابية أو سروال وبلوزة أو أي لباس يناسب العمل الذي تقومين به في المنزل.
أنت عند نفسك مقتنعة تماما أنك في كامل زينتك حتى أنك تلبسين شيئ طويل لأن أولادك قد بلغوا سنا لا يسمح لهم برؤية كامل جسدك.
الآن تخيلي أن زوجك يراك عارية تماما. نعم أنتِ تلبسين كل ملابسك لكنه يراك عارية ويرى كل تفاصيل جسمك من السيلولايت وآثار الولادة على بطنك والترهل في أردافك.
تخيلي أنه الآن يخبرك بأن السيلولايت قد زاد في جسمك فتنكرين الأمر. يكرر كلامه لكنك تنكرين مرة أخرى. ماذا تتوقعين سيحدث؟ هو يراك وكأنه اشعة سينية.
نفس الأمر يحدث في حالة المشاعر. الرجل مصمم بحيث يلتقط كل مشاعر المرأة التي تعتقد أنها خافية عنه. كما أن المرأة لديها القدرة على إنتاج المشاعر فإن الرجل لديه القدرة على التقاطها بسهولة. أنتِ بالنسبة له إمرأة عارية شعوريا ولا يمكنك إخفاء اي شعور.
الا تلاحظين أنه فجأة بلا مقدمات يسألك ما بك؟ لقد شعر بوجود اضطراب في مشاعرك سواء كان الشعور ايجابي أو سلبي. في الغالب ستحاولين اخفاء الشعور السلبي لكن هذا لن يفلح.
لماذا لا يتكلم؟
الرجل لا يتكلم عن مشاعره وبالتالي هو ليس بحاجة للتحدث عن مشاعرك. هو يراها ويدرك تأثيرها لكنها تعنيك أنتِ فقط. ما يعنيه هو لماذا أنتِ غاضبة أو مكتئبة بلا سبب؟ هذا يجعله يتسائل ما الذي حدث؟ هل قلت شيئ ازعجها؟
لقد شعر بك واستشعر شعورك لكنه في جميع الأحوال لن يقوم بأي عمل لك لأنه لا يقوم بأي عمل لنفسه ولمشاعره. الرجل لا يصلح له أن يتفاعل مع المشاعر لأن هذا ضد دوره في الحياة والمطلوب منه هو الثبات في المواقف الصعبة.
هذا السلوك لا يستطيع تغييره أو تحويله الى زر كهرباء. يوم يشعله ويوم يطفئه بمزاجه ولذلك يحافظ على الشعور المهم والمناسب للأزمات وهو ما تعتقد المرأة أنه تبلد احساس.
الغريزة تحكم مشاعر الرجل
كما أن للمرأة غريزة فكذلك للرجل غريزة عندما يتعلق الأمر بالمشاعر أو أظهارها. غريزته الطبيعية تحاول خلق توازن لانفلات مشاعر المرأة من حين الى آخر. عندما تفقد هي اعصابها أو تفقد ثباتها فهي بحاجة الى وجود عنصر مثبت وثابت هو في ذاته.
على هذا الأساس عندما تفلت مشاعر المرأة ففي الغالب يكون الرجل هادئ ويحتويها ويطبطب عليها حتى يذهب ما في نفسها من جزع أو إضطراب. لكن ماذا لو عندما جزعت هو ايضا اضطرب وفقد صوابه فمن سيقوم بتهدئة الآخر؟
هل كل الرجال ثابتون شعوريا؟
يا ليت هذا صحيح، لكن الحقيقة المرّة أن كثير من الرجال هذة الأيام تحولوا الى شخصيات مهزوزة إما بفعل التربية المائعة أو بسبب الثقافة المنتشرة التي تروج لنعومة الرجل وتحويله الى خنثى. فلا هو رجل يعتمد عليه ولا هو مرأة كاملة. يفقد الثبات العاطفي تحت دعاوى التعبير عن الجانب الأنثوي فيه. تخيلي أنك تتزوجين رجل ثم تكتشفين أنه أنثى في الشعور أو في المفهوم؟ أنتِ أنثى أساسا فما حاجتك الى أنثى بذقن؟
