قوة المرأة تكمن في أنوثتها. الأنوثة قوة جبارة لم تمنح حقها الطبيعي في النمو والتمدد بما يليق بالمرأة. عندما نتحدث عن قوة المرأة يذهب تفكير الكثيرين الى القوة الذكورية المتسمة بالرعونة والتحدي وحتى استخدام القوة الجسدية. هذة ليست قوة بل انعدام للقوة. الأنثى ليست بحاجة للتصرف كذكر لتمارس قوتها لأن قوتها ظاهرة في تأثيرها على الجميع وما تعاني منه كثير من النساء هذة الأيام هو الضعف الذي اصابهن لتركهن جوهر قوتهن من اجل استخدام ادوات الرجل وطريقته التي تناسبه وتناسب تكوينه لكنها بعيدة كل البعد عن دور المرأة الأنثى الحقيقية.
الأنثى متهمة دائما
يتم إتهام الأنثى المتمكنة من أنوثتها بأبشع الإتهامات بناء على افكار ومعتقدات ضد الفطرة الطبيعية التي خلق بها البشر. للأسف تلك الإتهامات تصدر من المرأة ضد المرأة اما بقصد او دون قصد تحت ذرائع كثيرة منها الأدب والأخلاق والأعراف والتقاليد ولكننا نعرف أن الحقيقة غير ذلك. إنها الغيرة التي تشتعل في قلوب البعض ضد أي أنثى ناجحة وقادرة على مناورة الحياة وتحقيق اهدافها بأقل جهد. هذا يجب أن يتغير لندخل في عصر جديد تستمتع فيه المرأة بقدراتها ومواهبها دون اعتداء من احد سواء كان رجل أو إمرأة من بنات جنسها.
ماذا تصنع قوة الأنوثة؟
الأنوثة هي تلك الصفة المتسربة الى القلوب. فالمرأة عندما تمارس أنوثتها فهي تتخذ الأسلوب السلس في بلوغ اهدافها دون الدخول في صدام قد يكلفها اعصابها وسلامها الداخلي. الأنثى الهادئة يمكنها بكل سهولة بث تلك الطاقة في كل من يتعامل معها فيشعر برغبة في التعاون معها وتقديم الخدمات لها. نحن البشر نتأثر كثيرا باللطف وحسن المعاملة عندما تكون صادقة وليس تظاهرا. الأنثى تستطيع التأثير على أي موقف تكون فيه سواء مع الرجال أو النساء. هاجسها هو كسب ثقة وتعاون الطرف الآخر مهما كان سواء رجل من العائلة كالأب والأخ أو مرأة أخرى كالأم والأخت. طريقة المرأة في تحقيق اهدافها تعتمد على اللين والرفق والتعامل وكأن الطرف الآخر سعيد بتقديم الخدمة لها. يجب أن نلاحظ بأننا هنا لا نتحدث عن حركات مائعة وإبتذال كلمات وإنما نستهدف الحالة النفسية للمرأة بحيث تصبح هذة صفة فيها. هي تخاطب الناس وهي تشعر بالسلام الداخلي وتتوقع أن الطرف المقابل لا يمانع في تقديم الخدمات لها لأنها تراه إنسان يحتاج لحسن التعامل وحسن الظن.
نعم هو حسن الظن الذي يصنع الفرق. عندما تتعامل المرأة على أساس أن الطرف المقابل سواء كان رجل أو مرأة أو حتى طفل لا يضمر لها عداء وأنه سيقدم لها الخدمة أو يلبي طلبها دون مقابل سوى أن يراها سعيدة. هذا ما تريده هي ولا يهم ما يعتقده الطرف الآخر ففي النهاية هي تحصل على ما تحمله في اعماقها من افكار ومعتقدات. نحن جميعا هكذا وما تعامل الناس معنا الا مرآة عاكسة لما نحن عليه.
الأنوثة الفاسدة تحرم المرأة من الحياة.
الأنوثة بمفهومها السائد ليست سوى ابتذال واهتمام بالقشور. يخبرون المرأة عن الملابس المغرية والتزن للرجل وكأن الأنوثة للإستخدام مع الرجال فقط. الأنوثة الفاسدة هي تلك التي تستغل فيها المرأة صفاتها الجسدية أو مهاراتها العقلية من أجل خداع المحيطين بها والتلاعب بهم إما بالإغراءآت او بالتلاعب بالكلمات وكأن المرأة خلقت للكذب والخداع. تخطئ من تعتقد أن الأنوثة كذب وخداع لأنها بعيدة كل البعد عن كل هذا.
تفسير الأنوثة على غير ما هي عليه.
هناك نوعية من النساء تعتدي على الأنوثة وتروج لتفسير تأثير الأنوثة على غير حقيقتها عندما تستطيع التحايل على الآخرين. تحقيق مكاسب بإستخدام اللطف والكلام الطيب ليس خداع وإنما هو التصميم الإلهي السليم للمرأة فلماذا تقوم بتفسيره على غير حقيقته؟ هل تستغرب المرأة أنها مؤثرة؟ هل يفسر الإنسان نجاحه في استخدام فطرته الطبيعية على أنها كذب أو غباء من الآخرين؟
هذا دليل واضح على أن الأنوثة والطيبة وسماحة التعامل تؤثر في الناس كبيرهم وصغيرهم ولا يوجد سبب لربط هذا التأثير الطبيعي بغباء الآخرين وسذاجتهم فهذا ليس من الأخلاق. يجب أن تحترم الأنثى قدراتها ومهاراتها وتستخدمها لمصلحتها دون الإعتقاد أنها تقوم بعمل خبيث هذا الا اذا كانت هي فعلا خبيثة ففي هذة الحالة حكمها جاء منها وفي النهاية ستدور عليها الدوائر.
الأنوثة اسهل للمرأة.
استخدام طرق الأنوثة اسهل للمرأة لأنه يتناسب مع حقيقة تكوينها النفسي. القوة ان تؤثري بلطف وان تحققي اهدافكِ دون الدخول في صراع وان يشعر الآخرون بأنهم يرغبون في مد يد العون لك والإسئناس بوجودك لأنك تجعلينهم يشعرون بالراحة وتضيفين الى يومهم بهجة. هذا افضل من عقلية التنافس والتفوق التي تجعلك تستهلكين طاقتك وطاقة الآخرين دون جدوى. القوة ليست في التفوق كما يتفوق الذكر ولكن في التفوق كما تتفوق الأنثى بسلاسة وهدوء ومحبة وسلام. عندما تحققين اهدافك دون عناء بإتسامة او بكلمة شكرا او بشعور امتنان يصل الى قلب الطرف الآخر فيشعر بأنك أكرمتيه بقبول مساعدته لك.
الأنوثة تدريب حتى الإتقان.
لا أحد يستطيع التفوق من المرة الأولى فهذا مستحيل، لذلك يجب أن تتدرب المرأة على الأنوثة. تتدرب على كسب الطرف الآخر وهذا يعني أن تكتسب هي صفات الصبر والروية والهدوء. أن تكون مستبشرة طوال الوقت وأن لا يظهر منها الا كل ما هو جميل ومسالم. هذا هو سلاحها البتار ففي الوقت الذي قد يحتاج فيه الرجل للصراع لتحقيق اهدافه تحقق الأنثى اهدافها في هدوء. إتقان الأنوثة يتطلب وقت لكنه من ضمن المتوفر للجميع. المواقف كثيرة للتدرب على الأنوثة سواء في البيت مع الأهل والأقارب أو في العمل او السوق او اي مكان. كل موقف صعب تمرين به فتلجأين للأنوثة يجعلك أقوى وأكثر تأثيرا الى أن يصبح هذا طبعك. تححقين أقصى استفادة بأقل جهد. هذة معادلة جيدة.
القوة في التأثير لا في الصراع.
قد يبدو الصراع واخذ الحق بقوة اكثر مردودا وارضاء للأنا المتضخمة لكنه في كل مرة تلجأ اليه المرأة تفقد جزء من انوثتها وبمرور الوقت تتحول الى ذكر في جسد مرأة. من الخارج هي إنثى لكن في الداخل هي ذكر كامل الذكورة. هذة كارثة عندما تقترن مرأة ذكر برجل ذكر. إنهما ذكرين متزاوجين أحدهما في جسد رجل والآخر في جسد مرأة. أتركِ الصراع للرجال فهذا دورهم ان يصارعون من اجلك ومن اجل تحقيق اهدافك وأنت تستمتعين بأنوثتك الكاملة وتقدمين اجمل ما لديك لمن يحترمك كمرأة وكإنسان وكأنثى.