الشخصية الاعتمادية

معظم اضطرابات الشخصية يمكن تفاديها ببعض التفهم. للأسف الشديد ان اول من يجني على الأشخاص المضربين هم الأهل والأقارب وبدرجة كبيرة الوالدين.

  • قد يولد الإنسان بشخصية مضطربة وهذا لا عيب فيه
  • يمكن للوالدين تقديم دعم اساسي في المراحل الأولى للخلل
  • لا يوجد سبب لجعل الأمر اسوأ سوى الجهل

البداية

في عالم الصحة النفسية، تُعرف الشخصية الاعتمادية بأنها نمط من أنماط الشخصية يتسم بالحاجة المفرطة للرعاية والدعم من الآخرين، مما يؤدي إلى سلوكيات اعتمادية وخضوعية. يُعاني الأشخاص ذوو الشخصية الاعتمادية من صعوبة في اتخاذ القرارات بمفردهم ويشعرون بعدم الأمان عند الاستقلالية. يمكن أن يظهر هذا الاضطراب في مراحل مبكرة من العمر ويستمر حتى سن البلوغ، ولا يقتصر على جنس معين.

الأشخاص ذوو الشخصية الاعتمادية يميلون إلى تجنب المواقف التي تتطلب منهم تحمل المسؤولية ويفضلون أن يتركوا القرارات الهامة للآخرين. يمكن أن يؤدي هذا إلى تطوير علاقات غير متوازنة حيث يكون هناك اعتماد كبير على الشريك أو الأشخاص الداعمين. كما يمكن أن يشعروا بالقلق الشديد عند الانفصال عن هؤلاء الأشخاص.

من الأهمية بمكان فهم الشخصية الاعتمادية ليس فقط لتقديم الدعم النفسي المناسب للأشخاص المصابين بهذا الاضطراب، ولكن أيضًا لتعزيز الوعي حول كيفية التعامل معهم بطريقة تحترم استقلاليتهم وتشجعهم على تطوير الثقة بالنفس والقدرة على الاعتماد على الذات.

تشمل العلاجات المتاحة لاضطراب الشخصية الاعتمادية العلاج النفسي، وخاصة العلاج السلوكي المعرفي، الذي يهدف إلى تغيير الأفكار والمعتقدات غير الواقعية وتطوير مهارات اتخاذ القرار والاستقلالية. في بعض الحالات، قد يُوصى بالأدوية للتعامل مع القلق أو الاكتئاب المصاحب لهذا الاضطراب.

من المهم أن يتم تقديم الدعم العاطفي والتشجيع للأشخاص ذوي الشخصية الاعتمادية، مع الحفاظ على حدود صحية تسمح لهم بتطوير الاستقلالية والثقة بالنفس. يمكن للأسرة والأصدقاء والمهنيين الصحيين أن يلعبوا دورًا حيويًا في هذه العملية، مما يساعد على تحسين نوعية حياة الأشخاص المصابين بالشخصية الاعتمادية وتمكينهم من المشاركة الكاملة في المجتمع.

أسباب الشخصية الاعتمادية

اضطراب الشخصية الاعتمادية هو نمط من السلوك يتميز بالحاجة المفرطة للرعاية والدعم من الآخرين، مما يؤدي إلى تطوير سلوكيات اعتمادية وخضوعية. يعاني الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب من صعوبة في اتخاذ القرارات بمفردهم ويشعرون بعدم الأمان عند الاستقلالية. الأسباب الدقيقة لهذا الاضطراب ليست مفهومة بالكامل، ولكن الباحثين يعتقدون أن مزيجًا من العوامل البيولوجية، النفسية، والاجتماعية قد تلعب دورًا في تطوره.

إقرأ عن  تحديد الأهداف بفعالية

من العوامل التي قد تساهم في ظهور الشخصية الاعتمادية:

  1.  التاريخ الأسري: وجود تاريخ عائلي من اضطرابات الشخصية أو القلق قد يزيد من خطر تطور الشخصية الاعتمادية.
  2.  التجارب السابقة: التعرض للإساءة أو الإهمال خلال الطفولة يمكن أن يؤدي إلى تطوير سلوكيات اعتمادية في مراحل لاحقة من الحياة.
  3. التنشئة الاجتماعية: الأساليب التربوية التي تشمل الحماية المفرطة أو السيطرة قد تسهم في تكوين شخصية اعتمادية.
  4.  الصدمات: التجارب الصادمة، مثل فقدان الوالدين أو الطلاق، قد تؤدي إلى البحث عن الاستقرار والأمان في الآخرين.
  5.  العوامل النفسية: قد تؤثر الأفكار والمعتقدات غير الواقعية حول الذات والقدرات الشخصية على تطور الشخصية الاعتمادية.

من المهم الإشارة إلى أن هذه العوامل لا تؤدي بالضرورة إلى اضطراب الشخصية الاعتمادية، ولكنها قد تزيد من خطر الإصابة به. العلاج النفسي، وخاصة العلاج السلوكي المعرفي، يمكن أن يكون فعالًا في مساعدة الأشخاص المصابين على تطوير مهارات اتخاذ القرار والاستقلالية.

تحويل الشخصية الاعتمادية إلى استقلالية

الدعم النفسي

كل انسان بحاجة للدعم في جانب من جوانب حياته

التحول من الاعتمادية إلى الاستقلالية هو عملية تطور شخصي يمكن أن تكون مجزية ومحفزة للغاية. الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الشخصية الاعتمادية غالبًا ما يشعرون بالعجز والحاجة المستمرة للدعم من الآخرين، ولكن مع الدعم المناسب والتدخلات العلاجية، يمكنهم تطوير مهارات تساعدهم على بناء استقلالية أكبر.

إليك بعض الخطوات التي يمكن أن تساعد في هذه العملية:

  1. وضع الحدود: تعلم كيفية وضع حدود صحية مع الآخرين يمكن أن يساعد في تعزيز الاستقلالية. يشمل ذلك تعلم القول "لا" عند الضرورة والتعبير عن الاحتياجات الشخصية بوضوح.
  2. تعزيز مهارات التواصل: التواصل الفعال يساعد في إنشاء وصيانة الحدود الشخصية ويمكن أن يقلل من الاعتماد على الآخرين لاتخاذ القرارات.
  3. التفعيل السلوكي: المشاركة في الأنشطة التي تستمتع بها يمكن أن تساعد في بناء الثقة بالنفس وتعزيز الشعور بالاستقلالية.
  4. العلاج النفسي: العلاج السلوكي المعرفي (CBT) وغيره من أشكال العلاج يمكن أن يساعد في معالجة الأفكار والمعتقدات غير الواقعية التي تساهم في الاعتمادية.
  5.  الدعم الاجتماعي: الحصول على دعم من الأصدقاء والعائلة يمكن أن يوفر شبكة أمان أثناء عملية التحول نحو الاستقلالية.
  6. التطوير الشخصي: الالتزام بفهم الذات والعمل على التطور الشخصي يمكن أن يساعد في تحسين العلاقات وبناء الاستقلال العاطفي.
إقرأ عن  طرق حل النزاعات بشكل فعّال؟

من المهم أن يتم هذا التحول بمساعدة مهنيين مدربين في مجال الصحة النفسية، الذين يمكنهم توفير الإرشاد والدعم اللازمين. مع الوقت والجهد، يمكن للأشخاص الذين يعانون من الشخصية الاعتمادية تطوير القدرة على الاعتماد على الذات والتغلب على السلوكيات الاعتمادية، مما يؤدي إلى حياة أكثر استقلالية وإشباعًا.

تمارين لتعزيز الشخصية الاعتمادية

الشخصية المستقلة

الإنتقال من الاعتمادية الى الاستقلالية ممكن عندما نقدم الدعم السليم الممزوج بالحب.

تطوير الشخصية وتعزيز الاستقلالية يمكن أن يكون تحديًا لمن يعانون من الشخصية الاعتمادية، ولكن هناك تمارين وأنشطة يمكن أن تساعد في هذه العملية. إليك بعض التمارين التي يمكن أن تساهم في تقوية الشخصية وتعزيز الثقة بالنفس:

  1.  تمارين التأكيد الذاتي: يمكن أن تساعد تمارين التأكيد الذاتي في تعزيز الثقة بالنفس وتقدير الذات. يمكن البدء بكتابة قائمة من الإيجابيات والقدرات الشخصية وتكرارها يوميًا.
  2.  التمارين السلوكية: مثل تحدي نفسك لاتخاذ قرارات صغيرة بشكل مستقل، مثل اختيار مكان لتناول الطعام أو اختيار فيلم لمشاهدته.
  3. التمارين الاجتماعية: مثل المشاركة في أنشطة جماعية أو الانضمام إلى نوادي الهوايات، مما يساعد على بناء العلاقات وتعزيز الشعور بالانتماء.
  4.  تمارين التنفس والاسترخاء: يمكن أن تساعد في التحكم بالقلق والتوتر الذي قد يرافق الشخصية الاعتمادية، خاصةً عند مواجهة مواقف جديدة.
  5.  تمارين الدور الوظيفي: مثل تقمص دور شخصية مستقلة واتخاذ قرارات في سيناريوهات محددة، وهذا يمكن أن يساعد في تطوير الشعور بالاستقلالية.
  6.  التمارين العقلية: مثل حل الألغاز والأحاجي، التي تعزز القدرة على التفكير المستقل وحل المشكلات.

من المهم الإشارة إلى أن هذه التمارين يجب أن تُمارس بشكل منتظم ومتسق لتحقيق النتائج المرجوة. كما يُنصح بالتواصل مع متخصص في الصحة النفسية للحصول على دعم وإرشاد فردي.

.
أنا مهتم بمثل هذة المواضيعNo

مصادر وتعقيب

مقال أصلي
horizonta scroll