في عالمٍ مليء بالتحديات والمراحل المختلفة، تظهر مرحلة المراهقة كفصلٍ مثيرٍ ومليء بالغموض. إنها الفترة التي يتحول فيها الأطفال إلى شباب، وتتغير معهم الأفكار والمشاعر والسلوكيات. لكن ماذا يحدث عندما تصبح البنت في هذه المرحلة متمردة وعنيدة؟
هذا الموضوع يأخذنا في رحلةٍ مثيرة إلى عقول المراهقين وقلوبهم المتقلبة. سنكتشف سويًا كيف يمكن للآباء والأمهات أن يتعاملوا مع هذه الفترة الصعبة، وكيف يمكنهم أن يكونوا داعمين وموجهين لأبنائهم في هذه المرحلة المليئة بالتحديات.
هل أنتم مستعدون لاستكشاف أسرار عالم المراهقة المتمردة؟ دعونا نبدأ!
فهم خصائص مرحلة المراهقة:
فالتمرد جزء طبيعي من سلوك المراهقين وخصائص مرحلة المراهقة، بل وهو ضروري أيضاً، لذا ليس أي سلوك خارج عن المألوف للبنت في مرحلة المراهقة هو تمرد يجب ردعه مالم يكن هذا التمرد مؤذياً أو جامحاً بشدة ويحمل معه سوء التصرف، فمعظم البنات بعمر المراهقة يبدؤون برمي معالم الطفولة والتصرف كالكبار لإثبات ذاتهم وتحقيق استقلاليتهم مما ينعكس بتمرد طبيعي ومعقول.
تقييم أسباب التمرد:
تمرد البنت على الأهل ليس له مبررات، لكن في الواقع يكون له العديد من الدوافع القوية الخارجة عن إرادة المراهقة والتي توصلها للتصرف بتمرد دون وعي أو قرار مسبق بذلك، خصوصاً عندما تعامل المراهقة بشدة زائدة أو قسوة مبالغة أو إهمال أو كثرة كبت المراهقة وحرمانها من كل ما هو طبيعي لسنها بحجة حمايتها من الانحراف وغير ذلك.
تغيير طريقة التعامل الحالية: إذا أدرك الأهل أن سبب تمرد ابنتهم المراهقة هو معاملة خاطئة بدرت منهم بفترة معينة فمن المهم تعديل أسلوب المعاملة وتقدير حاجة المراهقة للاحترام ومنحها بعض المساحة الشخصية المضبوطة وإشراكها ببعض القرارات المنزلية والأسرية وعدم إهمال وجودها وما إلى ذلك.
شرح القواعد ومناقشتها:
لا تجعل من الضوابط والقواعد مجرد أوامر تمليها على المراهقة لتنفذها دون اعتراض، ولا تستخدم عبارة "افعلي ذلك لأني قلت ذلك"، فمن المهم تقديم أسباب وعواقب واضحة بدلاً من الإجبار على تنفيذ الأوامر، كما من المهم توضيح مشاعر خوف الأبوين لابنتهم المراهقة فهذا يساعد في تحفيز عواطف الفتاة والشعور بالمسؤولية تجاه تصرفاتها مع والديها فتتجنب التصرف بتمرد ذاتياً.
عدم الصراخ وتجنب المجابهة:
من الطبيعي أن يغضب الوالدين من التصرفات المتمردة التي تقوم بها ابنتهم المراهقة، لكن الاستجابة لهذا الغضب بالصراخ أو النبرة الغاضبة يشعرها بالهجوم والتهديد ويعطيها سبب قوي لزيادة تمردها دون الاقتناع بأخطائها.
التحدث والتقرب إلى بنتك المراهقة:
تصرف الفتاة المراهقة بطريقة متمردة يسبب كثير من المشاحنات مع الأهل ويُبعد البنت عن أهلها، ولفهم ما تمر به البنت المراهقة ويدفعها للتمرد يجب التقرب منها وإجراء محادثات تسمح لها بالتعبير عن مشاعرها وتقوي علاقتها مع أهلها مما يقلل من رغبتها بتحديهم أو اعتقادها أن أهلها فقط يريدون التحكم بها، كما من المهم إشراك المراهقة في إيجاد الحل المناسب عن طريق سؤالها بصراحة عن سبب تصرفها بطريقة متمردة غير مقبولة وعن الذي تسعى إليه بسبب هذا التمرد.
تجنب السيطرة:
يرغب جميع الآباء بضبط سلوك أبنائهم والسيطرة عليه خصوصاً البنات في مرحلة المراهقة حيث يزداد الخوف من الطيش وانحراف سلوكياتهم دون وعي، لكن محاولة فرض السيطرة المطلقة على البنت المراهقة يسبب ضغط كبير عليها ويزيد تمردها بدلاً من ضبط سلوكها، لذا من المهم تجنب معاملة المراهقة المتمردة بهذا الأسلوب.
عدم توجيه الأحكام المطلقة:
الحكم بطريقة سلبية على البنت المراهقة المتمردة وتوجيه بعض العبارات مثل (أنت فاشلة، أنت غير محترمة) وما إلى ذلك، يضعها في موقف الهجوم فتضطر للدفاع عن نفسها ورفض الوصف السيء الذي يوجه لها بالتحدي والاستمرار بالتمرد، فيفضل تجنب استخدام مثل هذه العبارات لأنها تخيب أمل المراهقة وتشعرها أن أبويها أعداء يريدون فقط حرمانها مما تحب والسيطرة عليها فترفض الانصياع لأوامرهم وتعاديهم وتتمرد دائماً عليهم.
اتباع طريقة العقاب المناسبة:
القسوة والعنف والتوبيخ والصراخ، كلها ليست حلول ولن تغير أي شيء في سلوك البنت المتمردة بل تزيد الأمر سوءاً، هناك طرق عديدة مفضلة لعقاب المراهقات المتمردات بحيث يتم ردعهن من ناحية وتقويم سلوكهم المتمرد من ناحية أخرى دون إهانة، مثل التجاهل والحرمان من بعض المميزات وغير ذلك.
الاستعانة بالمختصين:
المختصين النفسيين أكثر قدرة على استيعاب المراهقين وفهم مشاكلهم والطريقة التي تقوم سلوكهم بشكل فعلي، لذا عند العجز عن التفاهم مع البنت المراهقة المتمردة وصعوبة التحكم بتصرفاتها سيكون من الأفضل الاستعانة بمهنيين مختصين لإيجاد حل للمشكلة من جذرها.
نصائح لردع ومعاقبة المراهقة المتمردة والعنيدة
قبل البدء بطرح الطرق المتاحة لتأديب المراهقة المتمردة، يجب التنويه لضرورة عدم إطالة مدة العقاب، بل يجب أن يطبق لفترة محددة كنوع من الردع ثم العودة لتقوية العلاقة والتحدث معها لتحفيزها على الردع الذاتي للتصرف المتمرد الخاطئ:
التجاهل الإيجابي:
يشير العقاب بالتجاهل لعدم التفاعل بأي طريقة مع المراهقة المتمردة عندما تقوم بتصرف غير مقبول وتجاهل التواصل معها لفترة معينة، وهذا ينطبق على بعض السلوكيات التي تكون بسيطة وغير خطيرة، تساعد هذه الطريقة على توصيل فكرة الانزعاج للفتاة بطريقة هادئة دون غضب وهي فعالة بالكثير من الأحيان بتحفيز الشعور بالذنب والخطأ في نفسية المراهقة.
تقليل الامتيازات:
يجب أن يتم حرمان المراهقة المتمردة من شيء مهم وممتع حقاً بالنسبة لها بما يتناسب مع درجة سوء السلوك التي قامت به، مثل الحرمان من الالتقاء بصديقاتها مدة أسبوع، أو الحرمان من التلفاز والهاتف المحمول لعدة أيام وغير ذلك، ويجب توضيح شروط عودة هذه الامتيازات وأنها ستبقى ممنوعة إلى أن يتم تخلي المراهقة عن تصرفاتها المتمردة.
تدخل الأب:
من المهم جداً وجود الأب بشكل واضح في مهمة تأديب المراهقة المتمردة، فالفتاة دائماً ما تكون أكثر خجلاً وخوفاً عند التعامل مع أبيها، أما الاعتماد فقط على الام في ذلك يصعب القدرة على ضبط أو ردع وتخويف البنت المراهقة ويساعدها في التمرد بشكل أكبر.
تخصيص العواقب:
فكل سلوك تعبر فيه الفتاة المراهقة عن تمردها يجب أن يقابل بجزاء معين يجعل المراهقة تشعر بعواقب التصرف الذي قامت به، مثلاً إذا كانت مهمة غسل الثياب غير النظيفة من المهام المنزلية المخصصة للفتاة وكانت رافضة للالتزام بها فقط كنوع من التمرد، يجب ترك جميع ثيابها بدون غسيل كي لا تجد أي شيء ترتديه بعد فترة من ثيابها وتضطر لغسلها بنفسها شاءت أم أبت، وهكذا مع كل طريقة تتمرد بها الفتاة يجب جعل العواقب تقع عليها بشكل مباشر.
زيادة المهام والمسؤوليات:
حيث في كل مرة تتصرف المراهقة بتمرد وقلة احترام يجب أن تأخذ على عاتقها القيام بشيء جديد ليس من مهامها المعتادة بالإضافة للمسؤوليات الأخرى، مثل جعل تنظيف المنزل كله من مهمة البنت ليوم كامل كعقاب لها على سلوكها، وتهديدها بأنها ستقوم بنفس المهمة إذا كررت سلوكها المتمرد وغير المقبول.