كيفية صنع فتاة متمردة في بيتك؟

مرحلة المراهقة هي مرحلة استعداد للإنفصال نفسيا عن العائلة. هذة فطرة في كل البشر ولا أحد يستطيع مقاومتها أو تحديها لكن نستطيع أن نتحول الى داعمين ومرشدين حقيقيين.

  • غريزة البنت تخبرها أنه قد حان وقت الإنفصال عن العائلة
  • اعتباراتنا كآباء وأمهات ليست بالضرورة تخدم المستقبل
  • إن كنت لا تستطيع السيطرة على أعصابك فما الفائدة من وجودك؟

البداية

سلوك التمرد صفة مشتركة لمعظم الفتيات في مرحلة المراهقة وتعتبر أمراً طبيعياً، لكن في بعض الحالات قد تخرج الأمور عن نطاق السيطرة مما يؤدي لتعامل المراهقة بتمرد شديد مع عائلتها وكل من حولها مع رفض الامتثال لأي قواعد أو قوانين منزلية أو مدرسية أو غيرها، فما سبب تمرد الفتاة المراهقة؟ وكيف تتصرف المراهقة المتمردة؟ وكيف أتعامل مع البنت المراهقة المتمردة؟ نتعرف إلى كل ذلك في هذا المقال.

أسباب التمرد والعناد عند البنات المراهقات

الرغبة بإثبات الذات:

يمثل التمرد بالنسبة لبعض الفتيات المراهقات طريقة يسعين من خلالها لإثبات الذات وتطوير هوية مستقلة تعلن انتهاء مرحلة الطفولة والدخول إلى عالم البالغين والكبار الذي يستطعن فيه فرض آرائهن بحرية دون قيود.

تغير قائمة المسموحات والممنوعات:

عندما تدخل البنت في مرحلة المراهقة تحدث بعض التغيرات في التعامل معها والمسؤوليات المطلوبة منها دون أن تعرف السبب، كالملابس التي كانت مسموحة في فترة الطفولة ولم تعد مناسبة الآن على سبيل المثال، لذلك على الأهل التمهيد لمرحلة المراهقة للبنت بشكل مبكّر وتعويدها في سن مبكرة على القواعد والضوابط الاجتماعية التي ستحتاج للالتزام بها في مرحلة المراهقة.

زيادة التعرض للضغط المنزلي:

تتعرض الفتاة المراهقة بشكل خاص في الكثير من العائلات لضغط وكبت منزلي بفرض العديد من القواعد والممنوعات على صعيد اللباس والتعليم والخروج وغير ذلك، هذا ما قد يدفع الفتاة أحياناً لتصبح مراهقة متمردة على كل القواعد المنزلية والأسرية التي تحرمها من بعض حقوقها ومن العيش كما يحلو لها وتسبب لها ضغوطات نفسية.

كثرة الدلال في مرحلة الطفولة:

الفتاة التي تعتاد على الدلال الزائد وتنفيذ كل طلباتها وأوامرها مهما كانت غير مناسبة في مرحلة الطفولة تنقلب إلى مراهقة متمردة بشدة على كل من حولها، فهذا الدلال جعل الفتاة تكوّن شخصية اتكالية لا تقبل رفض أي شيء تريده ولا تفهم حقوق الآخرين ورغباتهم.

الاطلاع على أفكار لا تناسب ثقافتها:

بسبب وسائل التواصل الاجتماعي والتلفاز والتعرف على صديقات من شرائح اجتماعية أو ثقافية مختلفة، تتعرض الفتاة لأفكار غريبة عن بيئتها وعائلتها وقد لا تكون مناسبة لهذه البيئة في بعض الأحيان وتقابل بالرفض من قبل أهلها، فالفتاة هنا ترى أن أهلها عاجزين عن فهمها بسبب جهلهم بما تعرفه وبما تطمح إليه وبمصالها وخاصة فيما يتعلق بدراستها أو لباسها أو علاقاتها، والأهل يرون أن عليهم كبت تصرفات ابنتهم بسبب جهلها في طبيعتهم الثقافية والفكرية والدينية والاجتماعية.

إقرأ عن  تقوية العلاقة مع شريك الحياة

فهم الحرية بشكل خاطئ:

من أهم أسباب التمرد والعناد في مرحلة المراهقة ما تعاني منه الفتيات من التشتت في اختبار واكتشاف وتبني القناعات والأفكار، فهي تسمع أن الفتيات في البلدان العربية يعانين من الكبت والظلم أحياناً، ويجب محاربة هذا الأمر لحصول الفتاة على حريتها، ولكن ذلك يكون غالباً مع فهم خاطئ لمعنى الحرية وحدودها، وتصبح في خيار صعب وغير واضح بين قبول الأمر الواقع، أو الاستغراق في التمرد وعدم قبول أي شيء من أهلها يعارض رغباتها سواء كان صحيح أم خاطئ، وللأسف تعتبر هذه الحالة الأكثر تسبباً بتمرد المراهقات والأكثر صعوبة لجهة إيجاد الحلول لها.

الضغوط الاجتماعية:

يمارس المحيط الاجتماعي أحياناً ضغوط على الفتاة عندما تصبح بعمر المراهقة فيبدأ الناس والأقارب والمدرسين بفرض قواعد وعادات وتقاليد على الفتاة ويتدخلون بخصوصياتها بشكل مبالغ به مما يدفع المراهقة للتمرد عليهم ورفض كل أفكارهم وعاداتهم.

التمييز بين البنت والصبي:

بمعنى معاملة الفتاة المراهقة بقواعد وحدود صارمة، ومعاملة الصبي المراهق بتهاون شديد دون تطبيق قواعد بنفس الصرامة، هذا التمييز من الأخطاء الكبيرة التي يرتكبها الأهل في التربية والتي قد تدفع البنت المراهقة للتمرد على القيود الكثيرة المفروضة عليها فقط داخل المنزل دون غيرها.

صفات المراهقة المتمردة والعنيدة

رفض القواعد المنزلية:

من أهم علامات السلوك المتمرد والعنيد عند البنت المراهقة هو تجاهل صريح ومعلن لكل أوامر الاهل والقواعد المنزلية التي يحددها الأبوين، بالإضافة لتحدي سلطة الأهل عن طريق العصيان الدائم لكل ما يطلبونه.

العناد الشديد:

تتصف تصرفات المراهقة المتمردة بالعناد والإصرار على الآراء حتى لو كانت خاطئة، فمهما تمت مناقشتها بأخطائها لا تتقبل أو تقتنع كما أنها تعند على التصرف كما يحلو لها دون أي تغيير مهما تلقت أوامر أو تحذيرات من أبويها.

إقرأ عن  أسباب كره المراهق للدراسة وطرق علاجها

عدم تقبل الحوار:

المراهقة المتمردة فاقدة للغة الحوار حيث تتبنى طريقة حوار انفعالية وغاضبة دائماً، وذلك نتيجة عدم تقبلها لأي نصيحة وكمحاولة لفرض رأيها ورفض أي نقاش حول ذلك الرأي.

لا تشعر بتأنيب الضمير:

في كثير من الأحيان تكون البنت المراهقة فاقدة للشعور بتأنيب الضمير لأنها تخرق القواعد المنزلية والاجتماعية عن سابق إصرار وتصميم دون اعتبار للأذى الذي تسببه لأهلها وعائلتها أو لنفسها ومع التجاهل التام لانزعاج أهلها منها أو حزنهم بسببها فالمهم هو تحقيق النجاح الذي تريده بالتمرد.

التمرد على المجتمع:

بعض الفتيات في مرحلة المراهقة لا يتقبلون قواعد محيطهن الاجتماعي الذي يفرض قواعد معينة للسلوك على الفتاة التي تنتقل من مرحلة الطفولة إلى مرحلة المراهقة ما يدفع بعض المراهقات أحياناً لتجاهل هذه القواعد والتمرد عليها.

التعامل بقلة احترام مع الأبوين:

من علامات السلوك المتمرد عند المراهقات أيضاً الميل للتعامل بقلة احترام مع الأبوين، خصوصاً مع الأم حيث يسهل على الفتاة تحدي أمها وكسر سلطتها بشكل أكبر، وهذا نوع من زيادة فرض الشخصية وإثبات القدرة على كسر القوانين والقواعد.

دائماً تقول لا:

البدء بالرفض وقول لا مؤشر طبيعي لبدء الرغبة بالاستقلالية عند جميع المراهقين، لكن عندما يتحول الأمر عند الفتاة المراهقة لرفض تام ومطلق على كل شيء فهي علامة على تحولها لمراهقة متمردة.

الميل للجلوس وحيدة:

فمعظم المراهقات اللواتي يتصرفن بتمرد تقل رغبتهن بالجلوس مع أفراد العائلة ويملن للانعزالية في الغرفة لوحدهن والرغبة في الخصوصية.

الرغبة في المخاطرة:

تندفع المراهقة المتمردة للقيام بأي تجربة جديدة خصوصاً لو كانت تمثل قدرتها على خرق كل القواعد حتى لو كانت تحمل مخاطر معينة، فتمرد المراهقة يمنعها من التفكير بالعواقب.

إهمال الدراسة:

ينعكس سلوك المراهقة المتمردة التي ترغب بعصيان كل المثاليات والقواعد على أدائها الأكاديمي، حيث تهمل دراستها بشكل مقصود وتضعف درجاتها ويقل تحصيلها العلمي.

مخاطر تمرد البنات المراهقات

الانخراط في سلوكيات منحرفة:

من أخطر عواقب التمرد عند المراهقات حيث ترفض الفتاة المراهقة فرض القيود عليها وتندفع لتجاوزها دون حساب أو تفكير بالعواقب، فتنخرط بالعديد من أشكال السلوكيات المنحرفة وغير المقبولة دون وعي مثل إيذاء المدرسين أو الاعتداء على زميلات المدرسة، تعلم الألفاظ البذيئة، التواصل مع الشباب، السرقة، الهروب من المنزل وغير ذلك.

إقرأ عن  التنمر في المدرسة

التعرض لمشاكل نفسية:

بداية تتأثر علاقة المراهقة بوالديها بسبب سلوكها المتمرد وهذا ما قد يدفعها للانعزال والانفصال عن أفراد عائلتها، كما يسبب ذلك أحياناً الشعور بالحزن والاكتئاب نتيجة عدم القدرة على التحكم في حياتها، وفي الحالات الشديدة والتي لا يتم إدارتها بالشكل الصحيح قد تصاب المراهقة المتمردة مع الوقت بأحد أنواع اضطرابات الشخصية كاضطراب الشخصية النرجسية والشخصية الحدية وغير ذلك.

التأثير على العلاقات الاجتماعية:

فعلى المدى البعيد ينعكس تمرد الفتاة المراهقة على كل من حولها ولا يقتصر فقط على الأهل، وإنما على كل المحيط من أقارب واًصدقاء وجيران وزملاء في العمل أو الدراسة وغير ذلك، فينفر كل هؤلاء الناس من الفتاة المتمردة وتضعف علاقاتها الاجتماعية بشكل كبير.

الفشل الدراسي:

عندما لا تتلقى الفتاة المراهقة المتمردة مساعدة تردعها عن هذا التمرد قبل فوات الأوان هناك احتمال كبير لتدمر مستقبلها الدراسي بشكل كامل حتى لو كانت ذكية ومتفوقة، وذلك بسبب إهمالها التام لواجباتها المدرسية وعدم التركيز بالدروس للانشغال بأمور أخرى مما يسبب التراجع الدراسي، كما يمكن أن يقوم بعض الآباء بحرمان ابنتهم المتمردة من الذهاب للمدرسة كعقاب للتمرد وهذا يسبب لها التراجع الدراسي الكبير.

التعرض للإدمان:

تتمرد المراهقة على قواعد الأهل والمجتمع وترغب بتجربة بعض الأمور المرفوضة بشكل عام، وللبنات بشكل خاص مثل تدخين السجائر أو الشيشة، شرب الكحول، وفي بعض الحالات قد تنجر الفتاة لإدمان المخدرات.

تأذي المستقبل المهني:

المراهقة المتمردة التي تعتاد على رفض سلطة أبويها ستحاول التمرد أيضاً على أشكال السلطات الأخرى التي تقابلها، أهمها سلطة مدراء العمل، مما يسبب لها الفشل المهني في معظم الحالات وعدم القدرة على التكيف مع أي نوع عمل.

 

.
أنا مهتم بمثل هذة المواضيعNo

مصادر وتعقيب

دورك كأم هو نقل المعرفة السليمة عن الحياة للبنت واعدادها لفتح بيتها الخاص. هي ليست طفلة وإنما إمرأة صغيرة لكن تنقصها التجربة. الأم الخجولة أو الجاهلة أو التي لا تستطيع التحكم في ردود أفعالها أخطر على أبنائها من الشارع. تدمر نفسياتهم ومستقبلهم وهي تعتقد أنها تحسن صنعا.

مقال أصلي
horizonta scroll