ضغوطات تتعرض لها الفتاة المقبلة على الزواج

الضغط الذي تتعرض له الفتاة المقبلة على الزواج يشتت تفكيرها ويفسد عليها حياتها

  • لا تسمحي لأحد ان يفسد عليك رأيك.
  • كل يرى الموضوع من زاويته دون اعتبار لمشاعرك.
  • روحك دليلك هي ستخبرك بما يجب عليك القيام به.

البداية

لا شك أن أمل كل ام هو ان ترى ابنتها سعيدة في بيت زوجها تمارس دورها كمرأة وأنثى وتتوازن نفسيتها. هذة الرغبة ليست بلا ثمن بالنسبة للفتاة فهي تدفع الثمن في تحديد اختيارها للرجل من افكار قد لا تمثلها او على الأقل تضعها في حرج شديد مع نفسها.

لا بأس من النصيحة وتقديم المشورة لكن ليس الى حد يفسد على الفتاة الصغيرة عقلها فيجعلها تتخذ قرارات لا تناسبها فقط لإرضاء المحيطين بها او للهروب من المواجهة. هذا خطأ كبير تقع فيه كثير من الأمهات دون اعتبار للفجوة بين الأجيال وكأن الأم تقول أنه لا فرق بين جيلها وجيل ابنتها ولم تتطور الحياة ولا الثقافة ولم تتبدل الظروف ابدا. الفتاة على الجانب الآخر تضيع بين فكرة ارضاء امها وبين ما تريده هي فعلا. لو كان الأمر يتوقف هنا لهانت المشكلة لكن الوضع قد يتعقد أكثر.

الأم قد تكون ام واعية او متعلمة وفعلا تترك للبنت حرية تقرير مصيرها او قد لا تكون موجودة اما لملاقاتها رب كريم او بسبب الطلاق او اي سبب آخر يمنعها من التدخل في امر البنت. المشكلة الأكبر تنشأ من الأخوات والصديقات في الغالب فكل صديقة او اخت ترى بمنظارها للأمور فتزين لأختها او صديقتها اشياء هي في قرارة نفسها لا تريدها. مع تكرار الطلب واستمرار تحسين صورة الزواج او الزوج رغم معارضة صاحبة الشأن تصاب البنت بالتشويش في تفكيرها وتتضارب الأفكار وتضطرب نفسيتها فلا تعرف ماذا تختار او كيف تدافع عن موقفها خصوصا ان كانت غير مقتنعة تماما بالرجل المتقدم الى خطبتها.

هل يتوقف الأمر هنا؟ لا بكل تأكيد لأن البعض ق يمارس ضغوط مؤلمة على البنت بنعتها بأوصاف تزعجها او تخيفها من المستقبل. يتم الترويج لها بأنها فاشلة او لا تعرف مصلحتها او ستضيع فرصة العمر او سيفوتها قطار الزواج كما هو متداول بين البنات. قد تلجأ بعض الأخوات او الصديقات الى اعلان القطيعة مع الفتاة من اجل اتخاذ القرار الذي يعتقدن انه مناسب لصديقتهن. بعضهن تتطرف في التخويف والتهديد والوعيد وبعضهن يتطرفن في تزيين الأمر للفتاة بحيث يبدو ذلك الرجل وكأنه آخر قطعة في السوق او فارس الأحلام الآتي على صهوة جواد لينتشلها من الخطر ويحررها من المشعوذ الشرير.

إقرأ عن  قاطعوا الرجال

لا تسمحي لهم ان يفسدون عليك رأيك.

في جميع الأحوال مرأة في مقتبل العمر لا يوجد خطر عليك وفي الحقيقة هذا صحيح في كل سن بلا تحديد. ان تختار البنت بعناية من ستقضي معه حياتها افضل من التهور فقط لإنهاء المواجهة المحتدمة مع الأم والصديقات والأخوات. كا واحدة منهن انما تعبر عن رأيها وانتِ لستِ ملزمة بحياة من تصميم الآخرين او تعكس تصوراتهم لأن لك خصوصيتك وتصورك للرجل المناسب والحياة الزوجية التي ترضيك. ليس عليك اتباع احد او منح جواب لأحد او حتى تبرير موقفك لأحد. هذة حياتك انتِ وحدك وهي غير خاضعة للمساومة.

اسمعي منهم لكن لا تسمعيهم. يستطيعون التعبير عن آرائهم واعتقاداتهم حول الأمر لكن هذا لا يعنيك من قريب او بعيد. كوني مستقلة في قرارك واحرصي على ان يكون قرارك نابع من مشاعرك حتى لو كان الرجل المتقدم لك معروف لك كأن يكون زميل عمل مثلا. نعم ربما كانت صداقتكما جميلة وتتبادلان الأحاديث اللطيفة في المكتب لكن هذا هو اقصى ما تشعرين به نحوه. بل قد تميلين اليه وتشعرين بأنه يصلح كزوج المستقبل لكن عندما تقدم اليك فعلا شعرتِ بنوع من الإنقباض او عدم الإرتياح. هذة روحك تخبرك بأن هناك خلل في المعادلة. صدقي صوت روحك ولا تسمحي لأفكارك بالتلاعب بك. مشاعرك اصدق من عقلك وعقول كل البشر مجتمعة. هذة قوتك تكمن في قدرتك على استشعار الآخرين واستشعار المستقبل. هذا الأمر لن يفهمه سواك ولا يمكنك تقديم شرح حول مشاعرك وليس مطلوبا منك تبرير ما تشعرين به.

نعم كان يعجبك ونعم هو في منصب مرموق ونعم طيب التعامل لكن كل هذا لا قيمة له امام مشاعرك التي تخبرك بأن هناك خلل ويجب عليك التريث. لا تحاولي اقناع نفسك بنفسك ولا تعرضي الأمر على صديقاتك فأكثرهن يتحدثن من بعيد. يتحدثن بالعقل والمنطق بينما أنتِ صاحبة الشأن تستشعرين الأمر بروحك وهنا يكمن الفرق. حتى الرجل نفسه لا تخضعي لإغراءآته. هل ستحكمين على نفسك بالتعاسة من اجل جهاز هاتف ذكي آو سيارة يملكها او هدية ثمينة؟ كل هذا لا يساوي دمعة ندم تذرفينها بعد فوات الأوان.

إقرأ عن  كيف تنام مرتاح؟

اهتمي بنفسك وبإختياراتك وانصتِ الى صوت روحك واتركي المتحدثين يتحدثون والمعترضين يعترضون فهذة حياتك وأنتِ أدرى بنفسك من اي انسان مهما كان قريبا منك.

.
أنا مهتم بمثل هذة المواضيعNo

مصادر وتعقيب

تتعرض كثير من الفتيات لمثل هذة الضغوط وكأن الأهل يريدون التخلص منها. لا يدركون انها إنسان كامل يستحق ان يأخذ كامل حريته في اختيار شريك حياته دون ضغط او تهديد، لكن للأسف نسمع عن كثير من المآسي بسبب تدخل الآخرين. حسن النية لا يكفي.

أنتِ ايضا لا تمارسي نفس الضغوط على اخواتك وصديقاتك. اسمحي لهم بتحديد خياراتهم بأنفسهم ثم باركي حياتهم بمشاعر الأنثى النبيلة. هكذا تساعدينهم على تجاوز معضلة الإختيار.

مقال أصلي
horizonta scroll